يقول الشيخ: لكن (كما أنه إذا كان في الأغنياء؛ فهو أكمل منه في الفقراء) فلو قدر لك أن رأيت رجلين: أحدهما آتاه الله مالاً، وهو مع ذلك في تقوى وعبادة وصلاح وخير وبر وطلب علم وقراءة قرآن.. إلى آخر ذلك، والآخر لم يؤت مالاً، وهو كأخيه في الخير، والبر، والصلاح، وطلب العلم .. إلى آخره، فهما سواء؛ إلا أن ذاك أوتي مالاً وهذا لم يؤت، فإنك ترى أن هذا أكمل؛ لأن لديه من المال ما يمكن أن يصرفه ويشغله كما أشغل غيره، وأما هذا فإنه لا إشكال ولا غرابة في أن ينصرف إلى هذا الخير؛ إذ ليس هناك ما يعوقه كما أعاق أخاه. إذاً: فيكون الصلاح في الفقراء وفي الأقل غنى أكثر، ولكنه في الأغنياء أكمل، والمتدين منهم يكون أفضل، وأعلى درجة؛ لمقاومته للفتنة، فالزينة فيه تدينه بالخير والعلم والتقوى أكمل منها في الآخر، وإن كانت الزينة واحدة.